نادية الجندي ‮سلسلةمن الأخطاء التاريخية

نادية الجندي‮.. ‬سلسلة من الأخطاء التاريخية والأداء الرديء
‮»‬ملكة في‮ ‬المنفي‮« ‬إهدار للوقت وإفساد للذوق الفني
حنان أبوالضياء: مأساة درامية تصل الي‮ ‬حد الفضيحة الإعلامية المستحقة للمحاكمة بتهمة إهدار الوقت العام سميت مجازا‮ »‬ملكة في‮ ‬المنفي‮« ‬هذا العمل الذي‮ ‬يجب الاعتذار عنه من كل من شارك فيه،‮ ‬وعلي‮ ‬رأسهم المخرج والمنتج والمؤلفة راوية راشد ونستثني‮ ‬من ذلك نادية الجندي‮ ‬لأننا مسئولون عن الإقدام علي‮ ‬مشاهدة عمل معروف مسبقا بأن بطلته نادية الجندي‮ ‬ذات الأداء الرديء طوال تاريخها الفني‮ ‬الذي‮ ‬تربعت فيه كنجمة للجماهير علي‮ ‬سلسلة متواصلة من الأفلام التجارية التي‮ ‬استطاعت بجدارة إفساد الذوق الفني‮ ‬المصري‮ ‬واستكملتها بسلسلة من المسلسلات بينت فيها الشخصيات التي‮ ‬تقدمها من منطلق أنها‮ »‬رامبو‮« ‬الأعمال الدرامية وبالتالي‮ ‬فليس علي‮ ‬نادية الجندي‮ »‬حرج‮« ‬من هذا الأداء الذي‮ ‬يمكن تدريسه كأسوأ أداء لممثلة تستطيع أخذ أي‮ ‬مشهد تظهر فيه وتهبط الي‮ ‬أسفل السافلين‮.‬ لذلك فقد استكملت نادية الجندي‮ ‬سلسلة أعمالها التجارية بمسلسل‮ »‬ملكة في‮ ‬المنفي‮« ‬وأدت الشخصية وكأنها تمثل تاريخ الملكة نادية الجندي‮ ‬بأداء مفتعل ومبالغ‮ ‬فيه خاصة أنها مازالت تعتقد بكونها سيدة تملك مقومات الأنوثة والإغراء وأن عوامل الزمن لم تعرف اليها طريقا في‮ ‬ظل الجراحات التجميلية المتواصلة لذلك فلا مانع من رؤية سيقان الملكة في‮ ‬عدة مشاهد بسلسلة من الفساتين القصيرة‮ ‬غير المناسبة لتلك الفترة في‮ ‬نوعية الأزياء المتعارف عليها خاصة في‮ ‬البلاط الملكي‮ ‬وحدث ولا حرج علي‮ ‬أنك أمام عرض أزياء بحيث تظهر المبجلة‮ »‬نازلي‮« ‬كل‮ ‬5‮ ‬دقائق بفستان جديد وكأننا في‮ ‬مسلسل‮ »‬الجريء والجميلات‮« ‬ولأننا في‮ ‬أعمال نادية الجندي‮ ‬السابقة‮ »‬الباطنية ـ امرأة هزت عرش مصر‮«‬،‮ ‬وغيرهما من الأعمال كنا لا نهتم بأداء الممثلة بمقدار متابعة الحدوتة الصالحة لتغني‮ ‬علي‮ ‬الربابة فإننا أيضا في‮ ‬هذا العمل أمام وجه جامد لا‮ ‬يملك المقدرة علي‮ ‬أداء المشاعر التي‮ ‬من المفروض توصيلها للمشاهد التي‮ ‬دفعت المخرج في‮ ‬الكثير من المشاهد الي‮ ‬الاستعاضة عنها بالجلسرين كدموع في‮ ‬عدة حلقات وبالطبع الدموع الصناعية مع وابل المكياج أشعرك أنك أمام تمثال شمع سقط عليه المطر‮.‬ وهناك مشهد كلما تذكرته أصبت بالرثاء للدراما التليفزيونية التي‮ ‬قدمته عندما أعطتها حفيدتها التاج قائلة‮ »‬ده تاجك‮ ‬يا ملكة‮«!! ‬أما المشاهد التي‮ ‬جمعتها بابنها الملك فاروق وابنتها فتحية ورياض‮ ‬غالي‮ ‬فأرجو الاستعانة بها للاستشهاد علي‮ ‬الاستسهال والأداء المفتعل‮. ‬إنك أمام تلك المشاهد تشعرك وكأن كل ممثل‮ ‬يمسك بالاسكريبت ويقرأ منه القراءة الأولي‮ ‬بدون محاولة حتي‮ ‬لإجادة الأداء،‮ ‬ورغم أنه لا مجال للمقارنة بين عمل وآخر فإن المتفرج رأي‮ ‬نفسه مدفوعا للمقارنة بين نازلي‮ ‬التي‮ ‬أدتها وفاء عامر ونادية الجندي‮ ‬وطبعا معروف المقارنة ستكون لصالح من‮!!‬ وفي‮ ‬مسلسل‮ »‬ملكة في‮ ‬المنفي‮« ‬أنت منفي‮ ‬بقرار من صانعي‮ ‬العمل عن الأحداث السياسية المحيطة بالعمل فزواج الملكة نازلي‮ ‬من الملك فؤاد حدث أثناء ثورة‮ ‬19‮ ‬ولكن لا أحد في‮ ‬هذا القصر والمحيط به‮ ‬يعلم شيئا عن تلك الثورة وكأنهم في‮ ‬جزيرة منعزلة والطريف أن مشهد ليلة الدخلة بين نازلي‮ ‬والملك فؤاد في‮ ‬حد ذاته مضحك ومفتعل‮!! ‬ولكن لا مانع وسط هذا الكم الهائل من السقطات الدرامية والتاريخية في‮ ‬المسلسل والثرثرة‮ ‬غير المجدية بين السيدات في‮ ‬البلاط الملكي‮ ‬والحكايات الجانبية التي‮ ‬لا تسمن ولا تغني‮ ‬من جوع في‮ ‬الأحداث الدرامية،‮ ‬ولا أعرف معني‮ ‬لأن نجعل شريف باشا شقيق الملكة‮ ‬يصاب بالشلل رغم أن الواقع التاريخي‮ ‬لم‮ ‬يثبت ذلك وما علاقة هذا بالدراما أم اعتراف وإسقاط نفسي‮ ‬من أصحاب العمل بأنه مسلسل أصيب بالشلل وأصبح‮ ‬غير قادر علي‮ ‬الحركة في‮ ‬التاريخ لتقديم رؤية جيدة‮.‬ والأكثر‮ ‬غرابة أن المؤلفة حولت نازلي‮ ‬تلك المرأة التي‮ ‬أساءت الي‮ ‬نفسها كإنسانة قبل الإساءة الي‮ ‬المجتمع المصري‮ ‬كله كملكة الي‮ ‬ملاك بجناحين وتبارت في‮ ‬خلق المشاهد والحوارات حتي‮ ‬تبدو نازلي‮ ‬أحد أسباب انهيار الملكية الي‮ ‬رمز للطيبة والتضحية وتناست الفضائح المتوالية لها في‮ ‬مصر وما فعلته في‮ ‬الخارج عندما سافرت الي‮ ‬ايطاليا وفرنسا حتي‮ ‬استقرت في‮ ‬أمريكا‮.‬ إننا في‮ ‬مسلسل‮ »‬ملكة في‮ ‬المنفي‮« ‬أمام حالة من التزييف للتاريخ‮ ‬غير المبررة دراميا ولا أعرف كيف سمح كاتب الحوار لضميره أن‮ ‬يضع علي‮ ‬لسان الشخصية التي‮ ‬أداها سمير صبري‮ ‬وهو‮ ‬يتحدث الي‮ ‬نازلي‮ ‬قائلا‮: »‬إنها عند المصريين والعرب،‮ ‬زي‮ ‬النيل عند المصريين‮« ‬بماذا نطلق علي‮ ‬تلك السخافة والجليطة والتفاهة‮!! ‬أرجوكم ضعوا أنتم المناسب من الكلمات حتي‮ ‬لا نحاسب قانونيا بتهمة التجاوز‮!!‬ وإذا تناسينا الجينز والسويترات الجلد وألوان المكياج‮ ‬غير المنطقية فما هذا الديكور الذي‮ ‬جعلنا نشعر أننا في‮ ‬استديوهات وليس قصورا ومع هذا التفاخر بميزانية المسلسل هل رأي‮ ‬هؤلاء المتفاخرون مشهد النهاية الذي‮ ‬ظهر فيه محمود قابيل وهو حامل وردا صناعيا ليرميه في‮ ‬النهر‮.. ‬والطريف أن طريقة إمساكه بالورد الصناعي‮ ‬أظهرت بشكل‮ ‬غير قابل للشك أنه‮ ‬غير طبيعي‮.‬ بالطبع تلك‮ »‬قفشة‮« ‬أتذكرها ضاحكة مع التأكيد أن المسلسل تجاوز ميزانية مسلسل‮ »‬الملك فاروق‮«!! ‬وعامة لا عزاء للمشاهدين في‮ ‬عمل تستكمل به نادية الجندي‮ ‬سلسلة بطولاتها الوهمية‮.‬